الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

المرض مفيد

قد تصدمك هذه العبارة و لكنها الحقيقة، المرض مفيد! تمكنت شركات الأدوية بالتعاون مع الطب الحديث من غرس مفهوم سيء و خاطيء عن المرض، فما أن تظهر له أية علامة نهرع لمحاربته باستخدام الأدوية.  بل يدفعنا هذا الخوف إلى الإقبال على إجراءات وقائية كالتطعيم من دون أدنى معرفة لخلفيته أو مكوناته أو أضراره.  فما هي حقيقة المرض؟ و هل بإمكاننا تخليص الجسم منه من دون اللجوء للأدوية و التطعيم؟

المرض يحدث نتيجة لتراكم السموم في الجسم و التي تأتي إما عن طريق البيئة أو التغذية.  للجسم عدة طرق لتخليص نفسه من هذه السموم فأحيانا يلجأ للحمى مثلا لقتل الفايروسات و في أحيان أخرى يطرد السموم عن طريق الإسهال، القيء، الطفح الجلدي، المخاط... إلخ.  قرأنا في المقال السابق عن ضرورة الحمى و دورها في الجسم و كيف أن لخفض الحرارة عواقب غير حميدة (اقرأها هنا).  فعلى نفس النمط، لابد أن نتيح لأجسامنا فرصة التخلص من السموم.  لكن كيف يمكن للجسم ذلك إن كنا في كل مرة نحاربه بإيقاف الإسهال أو القضاء على الطفح الجلدي أو غيره؟ نحن بذلك نقوم بسد منافذ الجسم فتتراكم السموم فيه لمدة أطول. ثم يعود الجسم مرة أخرى بمحاولة لطرد السموم فنمنعه بالدواء و تبقى السموم في الجسم فتتراكم، و هكذا حتى يجد الإنسان نفسه أو طفله في صراع دائم مع المرض و شراء مستمر للأدوية.   من الأدق ألا نصنف الحمى و غيرها على أنها أمراضا بذاتها و إنما هي أعراضا أو مؤشرات على أن الجسم يقوم بتنظيف نفسه بنفسه، فدعوه يقوم بذلك.  

ماذا عن أمراض الطفولة كالحصبة؟  ألا تعرض صحة أطفالنا للخطر؟ أليس من الأفضل حمايتهم منها بالتطعيم؟
الإجابة لهذه الأسئلة مطابقة لما سبق: المرض مفيد.  من أفضل طرق الحفاظ على صحة طفلك هو أن تدعه يمرض [1].  عندما تترك الأمراض لتأخذ مجراها دون تدخل من المضادات الحيوية أو خفض الحمى فإنها بذلك تنمي الجهاز المناعي للطفل و تقويه[2].  الأدلة تتزايد في إثبات أن الإصابة بأمراض حادة في الطفولة تمنح الطفل وقاية من الأمراض المزمنة في المراحل اللاحقة من العمر، بما في ذلك السرطان ، الربو، بعض الأمراض الجلدية  و أمراض المناعة الذاتية [1].  فالإصابة بالحصبة مثلا تمنح الطفل مناعة دائمة مدى الحياة ضد الحصبة تحديدا و أيضا مناعة عامة مدى الحياة ضد أمراض تنكسية أخرى تخص العظام و الغضاريف و أمراض الجلد الدهنية و بعض الأورام [3].  أما الإصابة بالنكاف فتحمي من الإصابة بسرطان المبيض عند النساء [4].
التطعيم يقوم بقمع هذه الأمراض و الدراسات تشير على أنه عامل مساعد في ظهور أمراض مزمنة كالاكزيما، التهاب الأذن، و الاضطرابات المعوية [1].  عند مقارنة الأطفال المطعمين مع نظرائهم الغير مطعمين نجد أن الطفل الغير مطعم يصاب بنزلة برد بمعدل مرتان في سنته الأولى، بينما تتفشى في الأطفال المطعمين الأمراض المزمنة و نزلات البرد التي تأتي واحدة تلو الأخرى، التهاب الأذن الوسطى، و أمراض الجهاز التنفسي [5].  الأدلة تثبت أن قمع الحصبة و حمتها و طفحتها الجلدية عن طريق التطعيم يؤدي إلى الإصابة بالسرطان و أمراض العظام التنكسية.  بمقدور الطفل الذي يحظى بتغذية صحية أن يجتاز الحصبة الألمانية و السعال الديكي و الجدري و غيره بدون أية صعوبات.  المطعمين فقط هم من يصابون بأنواع غير نمطية لهذه الأمراض و التي تشكل خطورة أكبر على صحتهم [5].
ما يقوم به أطباء اليوم من محاربة الأمراض وخفض الحمى و إعطاء المضادات الحيوية يبعث على القلق. فهم بذلك يتجاهلون الدراسات العديدة و الموثقة و التي تظهر كيف أن لهذه الممارسات تداعيات سلبية على جسم الإنسان [2].  لابد أن تثقف نفسك بماهية المرض و أن يكون قرارك في التطعيم أو الامتناع عنه مبنيا على أسس سليمة.  راجع مقالتنا السابقة للمزيد من المعلومات عن التطعيم (اقرأها هنا) و لا تترد في إرسال أية استفسارات أدناه.

قائمة المصادر:



  1. Ronne T. 1985. Measles virus infection without rash in childhood is related to diseases in adult life. Lancet; 5 Jan: 1-5. - See more at: http://www.vaccinationcouncil.org/2013/01/29/measles-vaccines-part-ii-benefits-of-contracting-measles-by-dr-viera-scheibner-phd/#sthash.mF9RSxXy.dpuf

  1. West RO. 1966. Epidemiologic studies of malignancies of the ovaries. Cancer; 1001-1007. - See more at: http://www.vaccinationcouncil.org/2013/01/29/measles-vaccines-part-ii-benefits-of-contracting-measles-by-dr-viera-scheibner-phd/#sthash.mF9RSxXy.dpuf

  1. Viera Scheibner, Vaccination: The Medical Assault on the Immune System (Maryborough, Australia: Australian Print Group, 1993).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق